حدیث الیوم:
الکاتب – موقع المجلس:
غياب استيعاب الملالي لعمق الغضب الشعبي وحضور وحدات المقاومة في المشهد الإيراني فاقم من أزماتهم، وأوصلهم إلى وضع حرج، تعالت معه اعترافات أوساطهم بضياع الفرص، تاكيداتها على عبثية تجاهل احتجاجات المدن، تحذيراتها من أحداث أكثر خطورة مما جرى في نوفمبر 2019، وإشاراتها إلى مراقبة “العدو” ما يجري في البلاد.
کما تكرّس تطورات الأوضاع الداخلية في إيران حقيقة فشل نظام الملالي في قراءة الواقع الإيراني، عجزه عن التعامل مع التحذيرات من تصاعد الانتفاضات وسرعة انتشارها، وقلة أدواته في مواجهة الغضب الشعبي بعد ثبوت عبثية خيار القمع.
وقال الولي الفقيه ذات مرة إنه إذا لم يتم إيقاف “العدو” سيأتي إلى داخل البلاد وعندئذ يجب أن نقاتلهم هنا في كرمانشاه وهمدان ومحافظات أخرى ونوقفهم، وغاب عن خامنئي أن “العدو” كان في إيران، ينتظر فرصة الخروج إلى شوارع المدن ومحاربة ديكتاتورية الملالي لاستعادة البلاد من براثنهم.
نواقيس الخطر المدوية في أروقة النظام نتاج شواهد ومؤشرات على تمرد اجتماعي، غضب وكراهية تستعصي على القمع، حيث لوحظ على مدى الأشهر الماضية أنه عندما ترسل القوات القمعية إلى خوزستان تنشط الاحتجاجات في خراسان، وحينما ترسل قطعان الباسيج والحرس إلى خراسان تشتعل نيران الانتفاضة في أردبيل وسيستان وبلوشستان، يحاولون إطفاء النيران في محافظة تشتعل في أخرى، وعندما تنتفض إحدى المحافظات تظهر بوادر احتجاجات جديدة في طهران.
وبذلك يقف النظام عاجزا عن التعامل مع دلالات الأحداث التي تشهدها البلاد ومن بينها أن الانتفاضة التي بدأت في 8 أيار تنتشر وتتوسع في البلاد وتأخذ منحى شمول مختلف محافظات البلاد لا سيما وأنها تأتي هذه المرة ردا على حرمان مختلف قطاعات الشعب من الخبز والاستهانة بحقهم في الرد على التجويع.
تدلل الأحداث أيضا على ارتفاع الخط البياني للانتفاضات والهبات، فيما يأخذ التراجع سمة المؤقت والمرحلي، الأقرب إلى استراحة المقاتل الذي يستعد لمواصلة معركته، ولم يعد قادرا على التوقف أو التراجع.
أبرز الدلالات التي يمكن التقاطها من الأحداث الجارية في البلاد تراجع قدرة النظام على مواصلة قمعه للانتفاضات والهبات الشعبية مما يعني أخذ عجز النظام منحى جديدا ستكون له آثاره على المدى القريب.
تصاعد الاحتجاجات، وتراجع قدرة الملالي على القمع يكرّسان احتمالات انتشار الانتفاضة في جميع أنحاء مدن البلاد، ظهور مدن متمردة خارجة عن سيطرة النظام، وانتصار الانتفاضة الشعبية المحتوم.